في الظلمة الخالصة

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
14/10/2008 06:00 AM
GMT



 انطفأ نورُ الشمعداناتِ فجأة ً
ووطِئتِ الظلمة ُ المكان َكله..
المقاعدَ وأرففَ المكتبة
ومثلُ ظلِّ لأشياءَ مهجورة
صار جمرُ الموقد حكاية ً عن النار.
من ثنايا الأغطية ِوالملاءات تملصت الخراف،
وقطعانُ الماعز...
هي الآن ،تملأ البرية َخلفَ السياج.
حيث لم يعد البنفسجُ أزرق َعلىِ السُلّم،
ولكأنها لم تكُ خضراءَ يوما
كسَّرت العاصفةُ صفصافة البيت.
مثلُ ثيابٍ لن تجفَّ تدلت آذانُ القطط والجراء
وكمن لم يبك من قبل باتت ليلتها شجرة التوت الوحيدة
لم تطأها أجنحة الضوء التي شحبت كثيرا البارحة.
هناك خلف الآماد ....
في الريح التي ظلت تهب باردة على القرميد
علقت السوسنات الواهنة.
حبال الغسيل مع أسلاك الهاتف ،
أعمدة الجسر ورافعات المرفأ
عربة المستوصف الفارغة،
الفوانيس التي تروح وتجيء
تجيء وتروح كأنها قلب فلاح في أبي الخصيب
ها ،قد صار الوقت بنيا وقاتما في السنادين
وبلا أجنحة أو أدلاء ،
كانت العصافير تفر من ثياب الصبايا التي على السطوح.